هجرة الشباب هي آفة خطيرة تؤدي إلى افراغ المجتمع من كوادر وكفاءات تستطيع النهوض به بشكل كبير, لكن هذه الهجرة تحصل بأسباب عديدة وهي تراكمات ثقيلة حصلت على عاتق المنطقة بسبب مخلفات الحرب وبسبب تعاقب الأطراف التي تسيطر على المنطقة وأسباب أخرى.
وجدت منظمة سام للتنمية أن هذه المشكلة من الضروري والمهم الاستماع لأهالي المنطقة في تشخيص أسبابها والحلول وتقديم التوصيات, وهذا ما اقتضى على منظمة سام أن تقوم به من خلال عقد جلسة مخصصة في مدينة هجين في تمام الساعة العاشرة والنصف من ظهر يوم الخميس 25\3\2021م
و بحضور 15 امرأة من مختلف فئات المجتمع ” مجلس الشعب , مجلس المرأة , معلمات , ربات منزل ”
بدأت الجلسة بكلمة للسيدة ” صفاء ” مديرة مكتب منظمة سام في هجين ” حيث عرفت بمنظمة سام والمشاريع التي نفذتها والتي تدعمها المنظمة وبعدها تكلمت السيدة فاطمة ميسرة الجلسة ” استعراض مفهوم الهجرة وأنواعها
تحدثت مديرة من إدارة مجلس المرأة السيدة فاطمة بأن الهجرة هي هجرة الشباب والرجال وانتقالهم الى خارج بلادهم وذلك لعدة أسباب ومنها الخوف بسبب الأوضاع الامنية المتردية والهجرة بقصد البحث عن عمل بسبب سوء الأوضاع المادي في المنطقة.
كما أضافت مسؤولة أرشيف المرأة ” هدى ” على أنها هي الحل والترحال او هي الهروب من واقع سيء إلى واقع أحسن , كما عبرت المعلمة شروق عن رأيها بمفهوم الهجرة هي عقوبة يفرضها الشباب على موطنهم الأصلي لنبذه اياهم في جعلهم يفقدون شعور الانتماء إليه وهي المنفى الإرادي للأشخاص الذين يرغبون بالهجرة .
تقييم وأراء متنوع من الحاضرات فيما يتعلق بالهجرة وأسبابها, لكن أيضا للهجرة أنواع حيث بيّنت المعلمة رقية بأن للهجرة عدة أنواع تقسم حسب المكان خارجية وتعني الانتقال الى بلد آخر يتجاوز فيه المهاجر الحدود السياسية والجغرافية لموطنه كهجرة شبابنا اليوم الى الدول الأوروبية وتركيا وغيرها هرباً من الظروف الامنية المتردية والداخلية وتعني الهجرة ضمن حدود الدولة الجغرافية الانتقال من الريف الى المدينة وإرادة الشباب إرادية وغير إرادية وحسب الزمان الهجرة المؤقتة والهجرة الدائمة
وأضافت مسؤولة ديوان المجلس ” كفى ” أنه يمكن تصنيف الهجرة على أنها هجرة شرعية وهي الهجرة بأوراق ثبوتية عبر الحدود وهجرة غير شرعية وهي الهجرة التي راح ضحيتها الكثير من الضحايا من أبناء منطقتنا في أثناء سفرهم عبر الجبال والبحر لطريق مجهول لايعرفون ماذا ينتظرهم.
اذاً.. للهجرة أسباب ويمكن تلخيصها ضمن هذه الأبواب, هذا ما خلصت إليه الحاضرات:
- الركود الاقتصادي المسيطر على المنطقة
- عدم وجود حقوق واضحة للشباب
- التجنيد الإجباري الذي تم فرضه على الشباب في مجتمعنا
- قلة فرص العمل
- الوضع الأمني المتردي في المنطقة وتعرض الكثير من الشباب لعمليات الاغتيال
- الضغوطات النفسية التي يعاني منها الشباب بسبب الحروب المتلاحقة على المنطقة واستهدافها للفئة الشابة
- ارتفاع الأسعار وقلة فرص العمل
- الاغراءات التي يتم تقديمها من قبل البلدان الاخرى من اجل استقطاب الشباب
أين دور الشباب الهام؟
ممثلة الرئاسة المشتركة لمجلس الشعب السيدة عايدة تجد بأن هجرة الشباب إلى الخارج هي بسبب الركود الاقتصادي الكبير الذي يمر فيه المجتمع وان الشباب هم بناة المستقبل وذلك لاستخدامهم قدراتهم في خدمة مجتمعهم
كما أضافت إدارة مجلس المرأة ” فاطمة ” : بأن للشباب دور مهم في المجتمع فهم الذين يدافعون عنه وان هجرتهم تسبب حرمان بلدهم من طاقاتهم وكفاءاتهم الأساس في تقوية اقتصاد المنطقة من خلال استخدام قدراتهم وطاقاتهم في خدمة مجتمعهم
نتائج هجرة الشباب على المجتمع:
السيدة امية تجد ومن وجهة نظرها الشخصية بأنه من النتائج المترتبة على هجرة الشباب هي خسارة مجتمعنا للكفاءات والطاقات الشبابية التي تبنى عليها المجتمعات.
أما السيدة هدى وهي تشغل منصب مسؤولة أرشيف المرأة في المجلس , تجد بأن مجتمعنا سيطلق عليه كما أطلق على احدى القارات بالقارة العجوز فنحن أصبحنا نفتقر للشباب وهذا ما أدى الى كثرة نسبة العنوسة والسبب واضح وصريح.
شاركت جميع الحاضرات في تقييم نتائج الهجرة على المجتمع وحسب وجهة نظر الجميع فقد توصلن ل:
- خسارة المجتمع للكفاءات الشبابية المتواجدة فيه بسبب الهجرة.
- القضاء على اللغة العربية الأم.
- انحراف بعض الشباب من الناحية الدينية بعد هجرتهم.
- التخلي عن العادات والتقاليد عند بعض الشباب.
- فقدان الإحساس بالانتماء للوطن والاستقرار.
- هجرة الأموال مع هجرة أصحابها.
الهجرة آفة خطيرة تهدد المجتمع ولا بد من ايجاد حلول والبحث في ذلك والعمل عليه, وهذا ما توصلت له الحاضرات بعد تشخيص المشكلة وما سوف تسببه من نتائج سلبية وكبيرة على المجتمع.
ما هي الحلول؟
وقد تم اجماع الحاضرات على مايلي من حلول لمكافحة الهجرة
- القضاء على المحسوبيات.
- تأمين بيئة آمنة للشباب.
- توفير فرص عمل.
- الاهتمام بمؤهلات الشباب من وسائل مواصلات وسكن وغيرها.
- تقديم دعم مادي ونفسي للشباب.
- تحسين خدمات الشباب.
الجلسة التي عقدتها منظمة سام للحديث عن الهجرة وإفراغ المجتمع من مكون شبابي, اتسمت بالتفاعل والنشاط وخلصت إلى توصيات تخفف من العبئ الكبير الذي يهدد المنطقة ويهدد مستقبلها. كانت أبرز المقترحات والتوصيات التي خلص إليها الحضور:
- إيجاد فرص عمل للشباب وذلك من خلال تقديم مشاريع سبل العيش.
- انشاء مراكز سجل مدني وذلك لعدم امتلاك شبابنا لاوراق ثبوتية تمنعهم من الهجرة الغير شرعية أو عدم قدرتهم على التنقل ببلدهم بسبب خوفهم من التعرض للمسائلة القانونية وغيرها.
- العمل على تحسين الوضع الأمني في المنطقة.
- بناء البنية التحتية للمنطقة وتوفير أساسيات الحياة من كهرباء و ماء.
- دعم قطاع الصحة.
- العمل على دعم الفئة الشابة وإنشاء مركز ثقافي في المنطقة .
- القيام بدورات تقنية وعلمية للشباب لمواكبة التطور.
- دعم القطاع التربوي لزيادة نسبة الوعي لدى الشباب وتعريفهم بمخاطر الهجرة.
- محاربة الفساد والقضاء على المحسوبيات.
- دعم القطاع الزراعي والثروة الحيوانية في مناطقنا.
- العمل على تقديم مشاريع تخدم المرأة وتحقق لها الاكتفاء الذاتي وبخاصة النساء الأميات اللواتي لايحملن شهادة.
- دعم ذوي الاحتياجات الخاصة .
- القيام بمشاريع ودورات تأهيلية للدعم النفسي.