تستمر منظمة سام في الاستماع لأهالي ديرالزور بشكل مباشر من خلال عقد جلسات حوارية مع كل فئات المجتمع وخصوصا النساء والبحث في العديد من المواضيع التي تهم المجتمع وتشخيص المشاكل والبحث في الحلول وتقديم المقترحات التي تنهي تلك المشاكل من جذورها.
في يوم الأربعاء 24 \ 3 \ 2021 وفي تمام الساعة 10:30 عقدت منظمة سام للتنمية جلسة حوارية مع أكثر من
15 امرأة من مختلف فئات المجتمع”مجلس المرأة ومعلمات وممثلة من الزراعة وربات منزل”
بدأت الجلسة بكلمة السيدة صفاء النمر مدير مكتب منظمة سام في هجين حيث عرفت بمنظمة سام والمشاريع التي قامت بتنفيذها والتي تدعمها المنظمة.
بعدها تكلمت ميسرة الجلسة السيدة فاطمة وبدأت بطرح سؤال على الحضور : مامفهوم زواج القاصرات ؟ وتلقت عدة إجابات من الحضور ومنها إجابة “ممثلة الزراعة في مجلس المرأة ” ندى: زواج القاصرات او الزواج المبكر هو زواج الفتاة بعمر صغير لا تستطيع فيه تحمل مسؤولية الزواج ومن ثم أضافت السيدة ” منى ” وهي من لجنة الصلح على أن زواج القاصرات هو زواج الفتاة دون سن 18 ومن ثم أضافت السيدة ” ندى جاسم العلي “المسؤولة الادارية في مجلس المرأة على أن القاصر هي طفلة وتنجب طفلا فكيف تستطيع تربيتهم”.
وبعد ذلك تحدثت ” صفاء ” عن أسباب الزواج المبكر، وتلقت عدة إجابات من الحاضرات ومنها :
السيدة فاطمة السالم وهي من ادارة مجلس المرأة : “من الأسباب التي تدفع الأهل على تزويج بناتهم هو طمع الأهل بالمهر والمبالغ المالية الكبيرة التي تدفع لهم مقابل الزواج.
وممثلة مجلس الشهيد عبود اللوحة السيدة أمل كان لها رأي آخر, حيث ترى أن “تعداد الزوجات يؤدي الى كثرة البنات في العائلة الواحدة التي تدفع الأب على تزويج بناته في عمر صغير يخفف من عبء مصاريفهم”
كما أضافت ممثلة الزراعة السيدة ندى بأن الحرب الأخيرة والظروف التي مرت بها المنطقة من نزوح اضطر الأهل الى تزويج بناتهم وهن في عمر صغير”
وبعد الانتهاء من الاستماع إلى مداخلات الزميلات الحاضرات تم الإجماع على أسباب الزواج المبكر
- العادات والتقاليد المغلوطة أن الزواج ستار والفتاة خلقت للزواج
- الفقر والضعف المادي
- الجهل وانتشار مفاهيم خاطئة لدى الأهالي عن الزواج بأن الزوج هو الحامي للفتاة
- الاضطهاد والهجرة القسرية والنزوح
- عدم تحديد النسل وكثرة أفراد العائلة
- عدم وجود عمل لدى المعيل وقلة فرص العمل في المنطقة
- المهر العالي والمغري والذي يقدمه العريس مما يدفع الاهل الى تجاهل عمر الفتاة والفارق العمري بين الزوج المتقدم لها
بعد تشخيص الأسباب الرئيسية لأسباب الزواج المبكر, داخلت ميسرة الجلسة “فاطمة ” عن الآثار والنتائج الناجمة عن الزواج المبكر، وأيضا تلقت مجموعة من الإجابات من قبل الحضور ومنها
الإدارية في مجلس المرأة “فاطمة ” التي ترى أنه من الآثار المترتبة على زواج المبكر آثار نفسية بسبب الضغوطات التي تعاني منها الفتاة من قبل الزوج واحيانا الأهل تدفع بها الى الانتحار وهذا الشي حدث على أرض الواقع في مجتمعنا”.
ولا شك أن من آثار الزواج المبكر هو ارتفاع نسبة الطلاق في مجتمعنا وخاصة للفتيات الغير بالغات, هذا ما تراه عضو مجلس المرأة السيدة ندى
أما بالنسبة لرأي ممثلة الزراعة ” ندى “على سؤال آثار الزواج المبكر “بأن الزواج المبكر للفتاة قبل بلوغها يزيد لديها من الامراض العضوية وذالك لعدم نضج أعضائها فليس لديها قدرة على تحمل أعباء الحمل والولادة.”
وممثلة لجنة الصلح منى عبرت عن رأيها من خلال قولها “بأن الزواج المبكر يؤدي الى نقص الكفاءات لدى الفتيات وذلك بسبب تزويجهن وحرمانهن من ممارسة حقوقهم في التعلم والعمل”
بعد النظر في مشاكل الزواج المبكر وأسبابه , انتقلت السيدة ” صفاء ” للحديث عن الحلول المقترحة للحد من ظاهرة الزواج المبكر وتلقت عدة إجابات من الحاضرات وكان هناك تفاعل كبير لأن هذه المشكلة هي تعتبر آفة أخرى تهدد التركيبة المجتمعية فالمعلمة بثينة طالبت بالقيام بفتح مراكز خاصة تعمل على محو الامية لدى الفتيات للحد من ظاهرة الزواج المبكر
كما اكدت ممثلة الزراعة ندى “على وجوب دخول البنات إلى المدارس وذلك لأشغالهن بأمور الدراسة وصرف نظرهن وتفكيرهن عن الزواج المبكر”
وإضافت إدارة مجلس المرأة السيدة فاطمة على “وجوب إقامة مشاريع مصغرة للعوائل الفقيرة وذلك لزيادة دخلها لتخليصهم من فكرة تزويج بناتهم قبل بلوغهن السن القانوني للزواج ”
وبعد الاستماع للحضور كان هناك ملخص على أن الحلول المقترحة للحد من ظاهرة الزواج المبكر بالإضافة الى ما ذكر يمكن وضعه ضمن :
- القيام بحملات توعية للآباء والأمهات حول خطورة ونتائج الزواج المبكر
- العمل على تقديم دعم اقتصادي وتوفير فرص عمل للعوائل الفقيرة وذلك للحد من هذه الظاهرة
- الزام الاهل بتعليم الفتيات وفرض غرامة على كل من يتخلف
الزواج سواء العادي أو المبكر له مشاكل كبيرة تؤدي إلى الطلاق وهو أيضا من عوامل تفكك المجتمع, حيث تطرقت السيدة فاطمة وهي ميسرة الجلسة للحديث عن الطلاق وأسبابه والاستماع للحاضرات .
تحدثت إدارة مجلس المرأة فاطمة عن أحد “أسباب الطلاق وهو عدم وجود عمل لدى رب المنزل يشغله طوال اليوم لأن جلوسه في المنزل لفترة طويلة يؤدي الى كثرة المشاكل فيكون بالنهاية نتيجتها الطلاق
وكان للمعلمة بثينة رأي بأن “الخلاف على الشؤون المادية بين الزوج والزوجة يعتبر من اكثر الأسباب المؤدية الى الانفصال بين الزوجين”.
السيدة منى من لجنة الصلح, تجد بأن “انعدام التفاهم بين الرجل والمرأة واختلاف شخصياتهم من ناحية العادات والتقاليد بالإضافة الى انعدام الحب وتسلط أحد الأزواج برأيها هذه أسباب كفيلة تدفع كلا الزوجين الى طلب الانفصال”.
للطلاق آثار كبيرة على الأسرة والمجتمع بشكل عام وله أسباب وله مقترحات أيضا للحد من هذه الظاهرة, وهذا ما توصل له الحضور من خلال جلسة الحوار التي امتدت لأكثر من ساعتين ونصف في هذا الشأن.
السيدة صبا من لجنة التدريب بمجلس المرأة تحدثت عن أن ” للطلاق آثار نفسية تنعكس سلباً على الأطفال حيث يؤدي انفصال الوالدين على تراجعهم المدرسي بالإضافة الى تراجع علاقتهم الاجتماعية مع اصدقائهم”
ودعمت المعلمة بثينة ما ذهبت إليه السيدة صبا “على أن الطلاق يؤدي الى تشتت أفراد العائلة كما يؤدي الى الانحراف لدى الأطفال في أخلاقهم وعاداتهم ”
لكن وبكل تأكيد لا يمكن أن توجد مشكلة ما بدون إيجاد حلول لها, وهذا ما بحثت فيه الحاضرات في ختام الجلسة, حيث توصلن لمقترحات وتوصيات تؤخذ ببالغ الأهمية والجدية للعمل عليها :
- القيام بدورات توعية للرجال والنساء.
- تقديم دعم مادي للأسر الفقيرة.
- إنشاء مشاريع سبل عيش للمرأة غير المتعلمة الأسر المحتاجة.
- إنشاء مراكز خاصة للصلح بين الطرفين الزوج والزوجة.
- إنشاء مراكز ارشاد نفسي.
- إنشاء مراكز لاحتواء ذوي الاحتياجات الخاصة ودعمهم.
- فرض التعليم الإلزامي على الفتيات.
- تخصيص حصص توعوية للفتيات في المدارس بالتعاون مع المراكز التربوية.