لا تزال منظمة سام للتنمية تسعى لتنفيذ الاحتياجات الضرورية والمهمة في المجتمع شرق سوريا وتحديداً في ديرالزور, ومن هنا اقتضت الحاجة والضرورة لتنفيذ جلسات مباشرة مع العديد من النسوة في مدينة هجين شرق ديرالزور والاستماع للعديد من المشاكل المجتمعية والبحث في تشخيص تلك المشاكل وإيجاد المقترحات والتوصيات الرئيسية التي تسهم في إنهاء أو تذييل هذه المشاكل التي لا تزال تلاحق المجتمع.
في تمام الساعة العاشرة والنصف من ظهر يوم السبت 27\3\2021
وبحضور 15 امرأة من مختلف فئات المجتمع ” مجلس الشعب , مجلس المرأة , معلمات , ربات منزل ”
بدأت الجلسة بكلمة للسيدة “صفاء” مديرة مكتب منظمة سام في هجين ” حيث عرفت بمنظمة سام والمشاريع التي نفذتها والتي تدعمها المنظمة
وبعدها تكلمت السيدة ” فاطمة ” ميسرة الجلسة ” واستعرضت حول مفهوم البطالة وأنواعها.
السيدة صبرة وهي معلمة روضة , عبّرت عن رأيها حول مفهوم البطالة حيث قالت: إن البطالة تعني عدم وجود فرص عمل لمن توافرت لديهم قدرات على ممارسة العمل.
كما أضافت على أنها توفر الإمكانيات للمجتمع وعدم استخدام تلك تلك الإمكانيات والقدرات ينعكس سلباً على المجتمع ويؤدي لإهدار للموارد
رويدة وهي إحدى الحاضرات وتعمل ربة منزل ومن منظورها الشخصي ترى أن البطالة مجموعة من أفراد المجتمع الذين يملكون القدرة على العمل لكن لا توجد فرص مناسبة لكي يسخروا تلك القدرات في هذا العمل.
أما السيدة مروة وهي كومينة (مديرة حي) لديها تشخيص آخر لمشكلة البطالة حيث تقول: إن الشباب الذين لا يحملون شهادات جامعية أو غيرها ولا يمتلكون الإمكانيات لإكمال دراستهم فما هو مصيرهم في ظل موجة البطالة.
انتقلت بعدها مديرة مكتب منظمة سام في مدينة هجين السيدة ” صفاء ” للحديث عن أسباب البطالة, وكان هناك تفاعل كبير من الحاضرات من خلال الغوص في أسباب البطالة.
السيدة رويدة وهي تعمل معلمة مدرسة تجد أن للبطالة أسباباً كثيرة منها اجتماعية واقتصادية بالإضافة إلى وجود أسباب أمنية. وعن الأسباب الاجتماعية بينت رويدة بأنه التزايد السريع في عدد السكان
ومن الأسباب الاجتماعية ذكرت ايضاً بأن غياب التخطيط والدراسات التي تهدف إلى إنشاء مشاريع تعمل على استهداف فئات الشباب ودعمهم.
أما عن الأسباب الاجتماعية, فهو انتشار الاحباط والبؤس بين الشباب وذلك لعدم وجود فرص عمل تساعدهم على تأمين قوت يومهم.
كذلك لا ننسى غياب الأمن في مجتمعنا وتعرض الشباب للاغتيالات على يد فئات مجهولة الهوية.
كما تحدثت السيدة عايدة وهي ممثلة الرئاسة المشتركة لمجلس الشعب في هجين عن أحد أسباب البطالة وهو إحضار بعض المنظمات التي تأتي للعمل في المنطقة لموظفيها معها , وعدم الاعتماد على الموظفين الموجودين في المنطقة أو أبناء تلك المنطقة, بالرغم أن أبناء المنطقة العاطلين عن العمل هم بالغالبية يملكون المؤهلات العلمية العالية والتي تمكنهم للعمل في أفضل المراكز .
وتحدثت فاطمة من مجلس المرأة : عن كثرة الشهادات الموجودة في منطقتنا ولكن خوف بعضهم من الفصائل التي تهدد حياة بعض العاملين أدى إلى عزوفهم عن العمل.
وتابعت قولها بأن: البطالة نعيشها في واقعنا فهي أصبحت مثل الوباء الذي يجتاح العالم فعلى سبيل المثال المهندس الزراعي الذي كان يعمل في الأرض والذي كان من الممكن أن يقوم بتقديم مشاريع واستثمارات تخدم المجتمع نحن اليوم نفتقد لهذا المجال وكذلك الطبيب البيطري الذي كان يقوم بجولات على الثروات الحيوانية أين هي الثروات الحيوانية اليوم في مجتمعنا فهي أصبحت مفقودة مثل الثروة الزراعية .
وإذا أردنا الحديث عن المهندسين في منطقتنا فيوجد لدينا الكثير من الخبرات والشهادات الهندسية لكن الخوف وعدم الشعور بالاستقرار سبب في هجرة هذه المهارات وفقدانها , كما أن البطالة هي سبب من أسباب المشاكل الاجتماعية في العائلة , فعلى سبيل المثال اب في عائلة لا يمتلك قوت يومه فيقوم الأب بالطلب من زوجته بتقديم الطعام له , فعند ردها بأنه لا يوجد طعام فهنا ستصبح حالة من التعنيف الأسري مما يدفعه إلى ضربها وفي النهاية وقوع الطلاق بينهما .
فالأب هنا يفكر بأن لديه بنت بعمر 12 او 13 سنة وعندما يتقدم لها العريس يوافق الأب على زواجها وبالتالي تكون البطالة سبب من أسباب الزواج المبكر والهجرة.
انتقلت بعدها السيدة فاطمة والتي يسّرت الجلسة إلى أنواع البطالة واستمعت لآراء الحاضرات ومنها :
تنوعت آراء الحاضرات في تقسيم أنواع البطالة , فالسيدة رويدة ” معلمة قسمت البطالة إلى البطالة الموسمية , الطبيعية والدورية
وشرحت السيدة ” غويه ” مجلس المرأة ذلك بأن البطالة الطبيعية وهي البطالة المنتشرة في مجتمعنا متمثلة بتزايد اليد العاملة وقلة فرص العمل
كان للسيدة فاطمة السالم رأي آخر وهي من مجلس المرأة متحدثةّ عن البطالة الموسمية بأنها هي البطالة الأكثر انتشاراً في مجتمعنا وأعطت مثالاً على ذلك كعمل الفلاحين في أراضيهم فهو يكون عمل موسمي حسب المحصول المراد زراعته , بالإضافة إلى عمل المعلم فهو يعمل ل7 اشهر وينقطع عن العمل باقي العام .
في الجزء الهام من الجلسة انتقلت مديرة مكتب منظمة سام في هجين السيدة صفاء للحديث عن الآثار السلبية للبطالة في مجتمعنا وتلقت آراء الحاضرات عن ذلك ومنها :
شخّصت السيدة عايدة وهي ممثلة الرئاسة المشتركة لمجلس الشعب البطالة بأنها تسبب لدى الشباب الشعور بالكآبة وعجز داخلي , وعندما يشعر الشخص بأنه لا يستطيع تأمين قوت عائلته يشعر بالكره لنفسه و تسبب لديه انحراف وتقوده وتعاطي المخدرات والتحرش الجنسي وأفعال أخرى تنعكس بشكل خطير على المجتمع بالشكل السلبي.
وأضافت بأن البطالة تسبب ضعف في العلاقات الاجتماعية داخل المجتمع .
وتكلمت بعدها رويدة وهي معلمة بأن البطالة تسبب تزايد معدل الجريمة نتيجة فقدان الحس بالمسؤولية وفقدان الحس بضرورة وجود الفرد داخل المجتمع وانتشار ظاهرة الكسب غير المشروع كالمتسول والاتجاه إلى تعاطي المخدرات والاتجار بها . ونتيجة هذا الأمر يشعر المرء بالشعور بالإحباط واليأس والتفكير بالهجرة وأضافت أن البطالة تسبب انتشار العنف الاجتماعي وتولد شعوراً بالنقص وعدم الرضا بين الشباب .
بعد ذلك تكلمت ” فاطمة ” ميسرة الجلسة عن الحلول المقترحة للحد من البطالة و تلقت عدة آراء من الحاضرات ومنها :
- إعادة إحياء الحرف والمهن بفتح مراكز للجنسين ودورات للمهن والحرف اليدوية .
- إعادة إعمار البنى التحتية وإحياء الثروة الزراعية ودعم الثروة الحيوانية
- تفعيل مشاريع تخدم أهل المنطقة وتؤمن فرص عمل لهم
- إيجاد نظام رواتب متوازن مع الوضع الاقتصادي الحالي
- مساهمة القطاع العام والخاص في تشغيل الشباب ضمن رواتب معقولة ومشاريع انتاجية
- تخصيص جزء من مردود الثروات الباطنية لسكان المنطقة .
- تطوير مشاريع سبل العيش ملائمة للمنطقة.
بعد ذلك تم أخذ المقترحات والتوصيات من الحاضرات ومنها
- استثمار الثروات الباطنية بما يخدم سكان المنطقة.
- دعم القطاع الزراعي.
- استهداف قطاع التعليم بشكل أكبر وتأهيل المدارس.
- إعادة تأهيل البنى التحتية للمنطقة.
- التوجه إلى المشاريع التي تستهدف أكبر عدد من العاملين.
- إنشاء مراكز مهنية و حرف يدوية.
- دعم المشاريع الصغيرة من خلال تقديم القروض.
- تفعيل دور المرأة عبر التدريب والتعليم.
- تحسين الوضع الأمني للمنطقة.